انطلاق الجولة الأخيرة من المفاوضات بشأن معاهدة عالمية ضد التلوث البلاستيكي

انطلاق الجولة الأخيرة من المفاوضات بشأن معاهدة عالمية ضد التلوث البلاستيكي
مطالبات بمعاهدة عالمية ضد التلوث البلاستيكي

انطلقت الجولة الخامسة والأخيرة من المفاوضات بشأن معاهدة عالمية ضد التلوث البلاستيكي، اليوم الاثنين، في بوسان بكوريا الجنوبية، في وقت تزامن مع انتهاء مؤتمر المناخ "كوب29" في باكو، الذي أثار خيبة أمل لدى الدول الفقيرة بسبب نتائج غير مرضية. 

وقال الدبلوماسي الإكوادوري، لويس فاياس فالديفييزو، الذي يرأس المفاوضات إن هذا المؤتمر ليس مجرد صياغة معاهدة دولية، بل هو تعبئة إنسانية ضد تهديد وجودي، مؤكدًا أن القرارات التي ستُتخذ في الأيام السبعة المقبلة ستكتب التاريخ، وفق وكالة “فرانس برس”.

وأكد فاياس فالديفييزو أن أمام الدول الـ178 المشاركة في المفاوضات 63 ساعة عمل للتوصل إلى اتفاق حول قضايا شائكة، مثل تحديد سقف لإنتاج البلاستيك، وحظر المواد الكيميائية السامة، وأيضًا التدابير التمويلية التي قد تُدرج في المعاهدة. 

ويعتبر التلوث البلاستيكي تهديدًا واسع النطاق، حيث تم اكتشافه في السحب، وأعمق خنادق المحيطات، وفي كل أجزاء جسم الإنسان، بما في ذلك الدماغ وحليب الثدي.

اختلافات حول الحلول

وبينما يتفق الجميع على خطورة هذه المشكلة، تتباين وجهات النظر حول طريقة مواجهتها، وقالت إنغر أندرسن، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إن هناك اختلافات كبيرة حول العديد من العناصر الأساسية في المعاهدة، مضيفة أنها مقتنعة بإمكانية الوصول إلى اتفاق إذا بذل الجميع جهدًا أكبر.

وفي بوسان، تميزت المفاوضات بتواجه معسكرين رئيسيين: الأول، تحالف الطموح العالي، الذي يضم دولًا من إفريقيا، وأوروبا، وآسيا، ويدعو إلى معاهدة تغطي دورة الحياة كاملة للمواد البلاستيكية، من الإنتاج إلى النفايات. 

أما المعسكر الثاني، الذي يضم دولًا منتجة للنفط مثل روسيا والسعودية، فيرغب في أن تركز المعاهدة فقط على إدارة النفايات البلاستيكية.

خلافات تعرقل التقدم

بدأت الخلافات فور بدء المناقشات بعد أن طلبت الهند وروسيا والمجموعة العربية أن يُتخذ أي قرار بالإجماع وليس بالأغلبية. 

وقد كانت هذه الخلافات وراء شلل الجولات الأربع السابقة التي انتهت بمشروع معاهدة غير قابل للتنفيذ. 

ومن أجل التغلب على هذه العقبات، قدم فاياس فالديفييزو مشروعًا بديلاً، مؤكدًا على المجالات المشتركة مثل ضرورة الترويج للمواد البلاستيكية القابلة لإعادة الاستخدام.

يرى البعض بحسب الوكالة أن المفاوضات قد تفشل أو يتم تمديدها، خاصة بعد الفشل في مؤتمرَي الأمم المتحدة الأخيرين حول المناخ والتنوع البيولوجي. 

وقال الصندوق العالمي لحماية الطبيعة إن بوسان يجب أن تكون مهربًا من التقاعس المناخي، في حين يصر كل من فاياس فالديفييزو وأندرسن على ضرورة التوصل إلى اتفاق، رغم القلق من أن الوفود قد توافق على معاهدة مجردة لمجرد حفظ ماء الوجه.

المواقف الأمريكية والصينية

من المتوقع أن تكون مواقف الولايات المتحدة والصين حاسمة في تحديد مصير المفاوضات، حيث لم تنحز أي من الدولتين علنًا إلى أحد المعسكرين. 

وأثارت عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض تساؤلات حول مستوى طموح الوفد الأمريكي في بوسان، ويطرح بعض المفاوضين تساؤلات حول هدف طلب الدعم الأمريكي لمعاهدة قد لا تصادق عليها الولايات المتحدة أبدًا.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية